مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

اليوم يومكم يا شعبنا

عزيزة المفرج
2012/02/02   02:03 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

هؤلاء النواب فشلوا في انجاز ما ينفع الكويتيين رغم وجودهم في المجلس عدة دورات


حين يقوم ناخب بوضع ورقة في صندوق الانتخابات تحمل اسم مرشح قام منذ وقت قريب، بشد غترته على رأسه المشتعل غضبا على هيئة عمامة حرب، وفسر الأكمام عن ذراعيه الغليظتين دليل الاستعداد والحماس والمواجهة، وسار مع الجمع الثائر يدك الأرض دكا، وهو متجه لمنزل سمو الشيخ ناصر المحمد، ولمجلس الأمة من أجل اقتحامه، ووقف في الساحات يصرخ ويحرّض ويندّد بالنظام فهذا ليس له عندنا الا تفسير واحد هو رضا ذلك الناخب وموافقته التامة على ما يقول هذا المرشح، وما يفعل.هؤلاء الأشخاص الذين رشحوا أنفسهم ليكونوا نوابا عن الأمة، سيقفون، في حال نجاحهم، أمام حاكم الأمة، ثم يقسمون على الولاء والاخلاص، ثم يمدّون أكفّهم مصافحين، فكيف يفعلون ذلك وهم من أساء لأسرة الحكم، وردوا طلبا لسمو الأمير بالتهّدئة والتعاون مع سمو رئيس مجلس الوزراء السابق، وتفوهوا بعبارات تخلو من كل أدب واحترام وحشيمة.ألا يدل ذلك على النفاق، وان كان ذلك نفاقا فما حاجتنا الى نواب يظهرون غير ما يبطنون، ويسرّون غير ما يعلنون.هؤلاء النواب كانوا على رأس المشاركين في أحداث البلبلة التي شهدتها الكويت قبل حل المجلس، ووضعت البلد على كف عفريت، فهل نأتي ونضع هؤلاء على كراسي النيابة، ليتابعوا ما كانوا يفعلون، وبالتالي نقضي أيامنا في غليان وتوتر فننام على ضيم، ونصحو على قهر.الناخب الذي يفعل ذلك، ويختار هؤلاء يصر على زعزعة الأمن في البلد، ويسعى خلف التأزيم لا شك في ذلك.ان اختيار جماعة المؤزمين سيكون تأكيدا على ان الناخب مقتنع اقتناعا تاما بتلك النوعية من المرشحين، يقف خلفها، ويشدّ من أزرها، ويتطلّع لربيع تأتي به يماثل ربيع العرب، فينشب مخالبه في رقبة البلد، ويقلب الأوضاع فيها لمصلحة من لا يريد الخير للكويت، ووقتها لا نطلب من الله الا ان يلطف بالكويت وأهلها الطيبين.هؤلاء المؤزمون يقولون في مقابلاتهم وندواتهم ان موقفهم من الأسرة الحاكمة موقف تاريخي، وبنفس الوقت لا يتركون وزيرا من أبناء الصباح الا وحاولوا اهانته وحطوا من قدره أمام الملأ.هؤلاء المؤزمون يدّعون السمع والطاعة لصاحب السمو ثم يرفضون بعناد شديد التعاون مع من اختاره ليكون رئيسا لمجلس الوزراء.هؤلاء المؤزمون يصرّحون بأن محبة الأسرة من الكويتيين كلهم وهم من ضمنهم ثم ينزلون للشوارع مهدّدين مكانتها، محاولين اختطاف حقها في حكم البلاد الذي مارسته ثلاثة قرون ويزيد.هؤلاء المؤزمون مارسوا سوء الأخلاق، ولم تمنع البعض لحاهم أو أخلاقهم من التفتيش والتنقيب عن أي شيء يشوهون فيه صورة المنافسين لهم من المناصرين للصباح، بل ويطلبون من الكويتيين ألا يعطوهم فرصة الوصول للمجلس، ويطالبون بأن تكون أصوات الناخبين لهم فقط فهم كما قال بو خمسين ألف «عندنا أفكار، وبنحل مشاكل البلد»، على الرغم من معرفة الجميع بعدم صحة هذا الكلام، فهؤلاء النواب فشلوا في انجاز ما ينفع الكويتيين على الرغم من وجودهم في المجلس عدة دورات، ولم تقبض الكويت منهم غير تعطيل المشاريع، واختلاق المشكلات، وصنع الأزمات.
كلمة أخيرة: يا أهل الكويت، في الأيام السابقة سمعتم ورأيتم الكثير، وكما صرخت الكويت في التسعين تطلب من العالم انقاذها من جحافل العراقيين، فهي تصرخ الآن طالبة منكم ان تلحقوا عليها قبل ان تضيع، واليوم يومكم، يا سبع، يا ضبع.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2016.9968
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top