مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

هل تترسخ الديموقراطية؟

د.شملان يوسف العيسى
2012/01/29   11:52 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

المجالس النيابية المختلفة تسببت في تعطيل القوانين وتأخيرها لاعتبارات شخصية ومصلحية


تشهد المنطقة العربية هذه الايام ثورات «الربيع العربي» التي تطالب بالديموقراطية واستعادة الكرامة الانسانية والقضاء على النظم التسلطية..
السؤال هل التحول للديموقراطية في الوطن العربي بشكل عام والخليج بشكل خاص امر يمكن تحقيقه بسهولة؟ تجارب ثورات «الربيع العربي» حتى الآن لم تحقق التحول الديموقراطي المطلوب.. صحيح جرت انتخابات برلمانية في كل من تونس ومصر لكن مؤسسات الدولة القديمة لا تزال تعمل جنبا الى جنب مع المجالس البرلمانية الجديدة وهذا يعني ان اسقاط الانظمة الاستبدادية والدعوة للانتخابات التشريعية أو الرئاسية لا يعني تحقيق الديموقراطية أو حتى الوصول الى اولى خطواتها.. فالثورات العربية التي بدأت في الشارع لم تخلق نظاما مؤسسيا مستقرا يعزز الديموقراطية ويرسخها والدليل على ذلك ان ما ان انتهت الانتخابات التشريعية في مصر وحصلت الاحزاب الاسلامية على نصيب الاسد من مقاعد البرلمان حتى حصل انشقاق بين القوى السياسية التي قامت بالثورة ففي يوم 25 يناير خرجت الجماهير المصرية بأعداد كبيرة الى ميدان التحرير وغيره من اماكن تطالب بتسليم السلطة بما لا يتعدى شهر مارس المقبل وفتح الباب للترشيح فورا لانتخابات الرئاسة وعدم الانتظار لحين انتهاء انتخابات مجلس الشورى ووضع الدستور هذه كانت مطالب شباب الثورة والتيارات الثورية.
اما تيارات الاسلام السياسي التي فازت بالانتخابات التشريعية والمستفيدة من الوضع الحالي اتخذت مواقف مؤيدة للوضع الحالي والالتزام بالخطة الزمنية التي وضعها المجلس العسكري وتسليم الحكم في نهاية شهر يونيو المقبل..
في الخليج تبدأ يوم الخميس 2 فبراير الانتخابات التشريعية في الكويت لاختيار 50 عضوا جديدا للمجلس وعلى الرغم من حقيقة ان الممارسة الديموقراطية في الكويت قد مضى عليها حوالي نصف قرن الا ان التحول الديموقراطي يواجه صعوبات وتحديات قد تجهض العمل الديموقراطي وتشوهه، هل اصبحت الكويت والمجتمع الكويتي اكثر ديموقراطية اليوم بعد مرور نصف قرن من التجربة؟ من الصعب الاجابة بالتأييد أو النفي.. بالتأكيد حققت الكويت خطوات جبارة في تعزيز الحريات بالسماح للمرأة للتصويت والمساهمة في الانتخابات وفتح المجال لحرية الاعلام والفضائيات والصحافة وغيرها.. لكن العمل الديموقراطي المؤسسي لم يترسخ للآن.. فالدستور والقانون يتم انتهاكه من قبل السلطة التي شرعت القوانين (النواب) والسلطة التنفيذية تغض النظر ارضاء للنواب لكسب رضاهم وموافقتهم للتصويت معها في مجلس الامة لأن الحكومة لا تملك الاغلبية النيابية التي تستطيع من خلالهم تمرير قوانينها.. لذلك اضطرت الحكومة وهذا امر خاطئ الى شراء ذمم النواب من خلال الاغداق عليهم بالتسهيلات والعطاءات وحتى الاموال.. وتوظيف اقارب النواب وابناء قبائلهم وطوائفهم وعائلاتهم في المراكز الحساسة في الدولة على حساب الكفاءات العلمية والادارية مما ادى الى سوء الادارة الحكومية وانتشار الواسطة والمحسوبية والرشوة والفساد، اجواء الانتخابات هذا العام مشحونة فنواب ومرشحو المعارضة يتهمون الحكومة بالتدخل في الانتخابات بتمويل بعض المرشحين والسماح للانتخابات الفرعية غير القانونية للقبائل والادعاء بأن هنالك رشاوى تدفع للناخبين للتصويت ضد المعارضة، الحكومة بدورها تنفي كل هذه الاتهامات واعلنت بأنها لا تقبل بالرشوة الانتخابية وان المنافسة الشريفة بين المرشحين كل ما تطمح اليه الحكومة.
الاتهامات والاتهامات المضادة امر عادي في فترة الانتخابات والحملات الانتخابية فكل طرف يحاول ان يثبت بأنه هو الذي يمثل مصالح الشعب للحصول على الصوت، واقع الحال ان التجربة الديموقراطية الكويتية افرزت سلبيات كثيرة فالمجالس النيابية المختلفة تسببت في تعطيل القوانين وتأخيرها لاعتبارات شخصية ومصلحية فقد ضيع النواب وقت المجلس في مناقشة قضايا جانبية لا تمت للمصلحة العامة بشيء.
واخيرا كنا نتوقع ان يزداد وعي الناخب الكويتي خصوصا بعد ثورات «الربيع العربي» وقيام الشباب العربي بالمطالبة بالتغيير والاصلاح لاستعادة الكرامة الانسانية والحرية.. لكن الغريب ان الممارسات غير الديموقراطية وغير القانونية استمرت في الكويت مثل اجراء الانتخابات الفرعية بين ابناء القبائل لاختيار مرشحهم للانتخابات العامة وعلى الرغم من حكم المحاكم وتشدد القانون.. استمرت هذه الممارسة.
الحملة الانتخابية الآن ازدادت فيها التفرقة والتمزق الاجتماعي بين المجتمع الواحد لاعتبارات انتخابية بحتة فالقبائل يدعون ابناءهم للتصويت لمرشحي القبيلة والشيعة يتكاتفون ويدعون للتصويت لمرشحيهم ومتطرفي السنة يدعون للتصويت لجماعات الاسلام السياسي.. وضاع انصار المجتمع المدني والحرية والديموقراطية في خضم هذا الصراع بين قوى التخلف..



د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
272.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top