مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بكل تجرد

لِنرْمِ..العُكازة

خالد ساير العتيبي
2012/01/27   11:20 م
شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

نملك كل مقومات النجاح لوطن لا تنقصه سوى إرادة السلطة والوعي لدى الناخب

أيام معدودة تفصلنا عن تاريخ سياسي جديد للكويت.. لكنها لن تكون مرحلة جديدة، لأني أظن أن المرحلة الجديدة من تاريخنا السياسي، كادت ان تكتب لولا حل الحكومة وما تبعه من حل لمجلس الأمة، فإرادة التغيير كانت أكثر جدية وفي اتجاه الانضاج، لكنها أجلت الى حين.
ذلك الحين هل هو قريب أم بعيد؟، لا أعلم، لكن أمنيتي ان يكون قريبا، وقربه أن تعلن الحكومة صراحة ودون مراوغة أنها ستنتهج نهجا سياسيا مغايراً، يسمح باستكمال المكتسبات الدستورية ويقوم بتطوير العملية الديموقراطية، لكن أقولها بحسرة وبشيء من التشاؤم، ان مؤشرات ذلك التحول والتغيير في النهج، غير بادية على الاطلاق، لذلك تأجلت المرحلة الجديدة الى حين.
وأعتقد بأننا أمام «الفرصة الأخيرة» للحكومة بأن تعبر بنا الى مرحلة جديدة، تحفظ لها الكثير من المكتسبات الخاصة فيها كسلطة حاكمة وتنفيذية، أما اذا أصرت على الاستمرار في التدخل في شأن بقية السلطات، والاصرار على ابقاء روح الصراع في داخلها وتصديره في شكل فلول توزع هنا وهناك في وسائط الاتصال والاعلام والأوساط الاجتماعية المختلفة، والسعي الى تقريب وابعاد واقصاء خصوم، واستخدام المال لتحييد أو استقطاب، كلها تلك صور وظواهر لا ينكرها أحد حتى البعض من الحكومة والمقربين منها يقرون بوجودها.
ومن مؤشرات ما يجعلنا غير متفائلين، هو عدم بقاء الحكومة على الحياد من العملية الانتخابية، وفي كل مرة تقسم فيها الحكومة بعدم قربها وتدخلها في العملية الانتخابية، ثم تظهر لنا مخرجات وافرازات الانتخابات عدم مصداقية الحكومة في ذلك، ومن هنا كل ما يروج من وجود عبث في الانتخابات من دعم لأصوات نشاز غير مؤدبة في أقل درجات الوصف، ومخربة للحياة الديموقراطية في حال وصولها، يؤكد أن الحكومة يدها ممتدة الى أبعد نقطة في الترجيح الانتخابي، وهذا من شأنه أن يجعل الحياة الديموقراطية في مراوحة مستمرة إن لم تكن متقهقره للوراء.
لذا نقول ناصحين للحكومة وبصدق تام، إن تطور العملية الانتخابية سيكون لصالح الحكومة، وسيحميها من تضعضع داخلي، ويمنحها قوة في مواجهة القوى السياسية سواء التقليدية منها أم تلك التي في طريقها للتشكل، لا كما يردد لها الانتهازيون والمخربون والجبناء من بطانة السوء.
إن كل ما حصل من تباطؤ شديد في عملية نمو وتطور الحياة السياسية الكويتية خلال العقود الخمسة السابقة، تسبب في انسداد أفق سياسي له آثار سلبية، ظهرت في ارتدادات إلى داخل الأسرة الحاكمة، فاصبحت جزءا من تنافس سياسي، الذي أصبح فيما بعد صراعا سياسيا، وتسبب أيضا في تعرقل كل الخطط الرامية لتطور البلد.
ولن يصلح هذا الحال، إلا بأن تنأى الحكومة عن العملية الانتخابية، وأن تجتهد في تطوير العملية الانتخابية على وجه السرعة، بإصدار القوانين الخاصة باستقلال القضاء وتنظيم الهيئة العليا لإدارة الانتخابات وتسريع قانون إشهار الأحزاب، لكي تقل فرص التدخل، وحتى تتفرغ الحكومة التنفيذية في تنفيذ برامجها، وأن تمارس الأحزاب دورها الرقابي وحتى التنفيذي، والناس هي التي تحكم على نجاحها وفشلها.
حان الوقت لنقفز بديموقراطيتنا، بلا تهويل أوتخويف، ويجب ان نرمي عكازة المشي بعيدا، وأن نسير سير الأصحاء لا مشي المعاقين، ونحن نملك في نفس الوقت كل مقومات النجاح لوطن لا تنقصه سوى الإرادة في الحكومة والوعي لدى الناخب، في ظل قوانين حاكمة لا مستخدمة ومستغلة لتعويق التطور السياسي المرغوب في الكويت.
كلنا أمل في الله أولاً ثم في رشد الحكومة في ان تستغفر الله عما مضى من خطايا، وأن تقبل بتوبة صادقة على ما يأتي، وستكون بإذن الله الكويت وطنا لا مثيل له.

خالد ساير العتيبي
@khaled_s_otaibi
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 
مقالات ذات صلة بالكاتب

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
280.0119 		 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top