مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

خطوات على الطريق

قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}

علي يوسف المتروك
2012/01/22   12:37 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



لو ان عتاة التعصب والتطرف والاقصاء، يشيعون روح التسامح بين أفراد المجتمع، ويؤمنون بأن اختلاف المسلمين رحمة، فقد أعطى هذا الاختلاف عدة حوافز للبحث والاستنباط واقامة الحجة بالحجة، فالقرآن الكريم لم ينه المسلمين عن الاختلاف فقال جل من قائل: {فَمَا اخْتَلَفُوا الاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ان رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (17 الجاثية) ولكنه نهانا عن الفرقة فقال سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (ال عمران 103) لما في الفرقة من معوقات تفت في عضد الأمة، وتوهن قواها، وتشغلها عن النهوض بأوطانها.
لو ان التسامح يسود المجتمع بدلا من التوتر الطائفي البغيض، لما احتاج المواطن الشيعي أو السني ان يقع فريسة هذا الفرز، ولما سمعنا من يستجدي الأصوات باغلاق الحسينيات، والتخلص من الشيعة، ولما سمعنا من الجانب الآخر من يروج للطائفية، واثارة المظالم، والتباكي على المذهب، واظهار الغيرة الزائفة على قول هذا، أو طرح ذاك، خصوصا في هذه الأيام، ونحن على مشارف انتخابات نيابية بعد أيام، ولأصبح الاختيار لكل من يتوسم فيه الشعب القدرة على العطاء والكفاءة والاستعداد لخدمة هذا الوطن.
كان الامام أحمد بن حنبل امام الحنابلة رحمه الله يروي عن رجل من الكوفيين فاعترضه أحد تلاميذه قائلا: يا أبا عبدالله ان من تروي عنه متهم بالرفض والتشيع، فالتفت الامام أحمد الى تلميذه قائلاً: وما ذنب رجل أحب أهل البيت وأشاد بفضلهم، انه ثقة.
وقال له أحدهم يوما: ما تقول فيمن يروي ان عليا قسيم الجنة والنار، فقال: «ألم يأت عن رسول الله (ص) في حديث شريف قوله لعلي: يا على لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق، فالمنافق في النار، والمؤمن في الجنة وهكذا يكون عليا قسيم الجنة والنار».
وكان الامام الصادق عليه السلام اذا استفتاه أحد أجاب على قول أهل العراق وقول أهل الحجاز وعلى مذهب أهل البيت (ع) ويترك الخيار للسائل ليختار من الأقوال الثلاثة ما تطمئن اليه نفسه، وذلك قمة في التسامح، والسعة، لقول رسول الله (ص): جئتكم بالشريعة السمحاء.
أما الامام محمد بن ادريس الشافعي فقد كان يجاهر بحبه لأهل البيت والاشادة بفضلهم شعرا ونثراً فعندما رحل الى مصر شرح يوما مسألة فقهية فقال له أحدهم: انك تخالف قول الامام علي (ع) فيما تطرح فقال: ائتوني بقول لعلّي وأنا أضع خدي على التراب.
وقد عبر عن فرط حبه لأهل البيت (ع) والتمسك بولائهم بهذه الأبيات من شعره رحمه الله.

ولمّا رأيتُ الناسَ قد ذهبت بهم
مذاهبُهم في أبحرِ الغيِّ والجهلِ
ركبتُ على اسم الله في سفن النَّجا
وهم آلُ بيت المصطفى خاتمِ الرُّسْلِ
وأمسكتُ حبلَ الله وهو ولاؤهم
كما قد أُمِرنا بالتمسكِ بالحبلِ
إذا افترقَت في الدين سبعونَ فِرقةً
ونَيفاً، كما قد صَحَّ في مُحكم النقلِ
ولم يكُ ناجٍ منهمُ غير فرقةٍ
فقُل لي بها يا ذا الرجاحةِ والعقلِ
أفي فرَق الهُلاّكِ آلُ محمدٍ
أم الفرقة اللاتي نجت منهمُ؟! قُل لي
فان قلتَ:في الناجين، فالقولُ واحدٌ
وان قلتَ: في الهُلاّك، حِفتَ عن العدلِ
اذا كان مولى القوم منهم.. فانني
رَضِيتُ بهم مازال في ظلّهم ظلّي
فخَلِّ عليّاً لي اماماً ونسلهُ
وأنت من الباقين في سائرِ الحِلِّ

اللهم اجعلنا ممن سمع القول واتبع أحسنه.

علي يوسف المتروك
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
295.0009
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top