مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

الخروج إلى الشارع

د.شملان يوسف العيسى
2012/01/22   12:33 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ادعاء بعض القوى السياسية بأنها هي التي قادت المظاهرات أمر غير حقيقي


منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في البلاد العربية ازداد اهتمام الباحثين من الاكاديميين العرب والغربيين المهتمين بقضايا المنطقة بهذه الظاهرة محاولين ايجاد تفسير علمي لهذه الظاهرة الجماهيرية الجديدة على منطقتنا.
لقد برزت في الكويت اخيراً ظاهرة الخروج الى الشارع.. بدأت بمطالبات نواب المعارضة برحيل سمو رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد وامتدت لتشمل قضايا مختلفة منها الاحتجاجات على مداهمة ديوان احد النواب واعتقال الكتّاب او الاحتجاج على المناهج وتغيير الدرجات والتي قادها طلاب الثانوية وامتدت لتشمل الاحتجاج على الاحكام القضائية المرتبطة باقصاء بعض المرشحين واخيراً التجمع امام وزارة العدل احتجاجاً على حكم القضاء في قضية الميموني.
هذه الظاهرة الجديدة على مجتمعنا دفعتني شخصياً للاطلاع على كل ما هو جديد في الدوريات العربية او الأجنبية التي تحاول تفسير هذه الظاهرة ووجدت ما اريده في مجلة السياسة الدولية التي تصدرها دار الاهرام في عدد يناير الحالي وفي الملحق المسمى «اتجاهات نظرية في تحليل السياسة الدولية» وخصص ملحق العدد لدراسة «الشارع القوي الأكثر تأثيراً في فترات ما بعد الثورات». وفي التقييم ذكرت ايمان احمد رجب أن الثورات العربية التي تشهدها المنطقة اثبتت منذ مطلع هذا العام عدم صحة الكثير من المقولات التي تم التعامل معها سابقاً على انها حقائق حول المنطقة والتي منها سكون الشارع وتبعيته للحاكم وانه اذا تحرك فانه يتحرك في وجهة واحدة مثل القطيع وانه غير قادر على احداث التغيير حيث ثبت مع الربيع العربي انه لا يوجد احد يستطيع ان يتحكم في الشارع او ان يقود حركته فهو له ديناميكيته الذاتية غير المرتبطة بقوة معينة او بشخص. هذه النقطة مهمة بالنسة لنا في الكويت فادعاء بعض القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بانها هي التي قادت الشارع في مظاهراته المختلفة امر غير حقيقي لأن الشباب الذين يخرجون للشارع في التجربة العربية غير مرتبطين بقوى سياسية معينة أو بأشخاص معينين.
لا يمكن فهم حركة الشارع بالتركيز على دراسة وتحليل الهياكل والمؤسسات التقليدية او القوى التقليدية مثل الاحزاب السياسية او مؤسسات المجتمع المدني فهنالك قوى جديدة من خارج هذه المؤسسات هي - وليس الاحزاب أو المنظمات المدنية - التي اصبحت مؤثرة وقادرة على تغيير سياسات الدول بل قلب نظم الحكم فيها كما في حالة دول الربيع العربي. كما انه في احيان كثيرة تكون هذه القوى غامضة في ماهيتها ومن الصعب تحديدها، وفي احيان عدة لا تتعدى اي من هذه القوى حدود الشخص الفرد حيث اصبح الفرد قوة مؤثرة في حد ذاته.
ظاهرة الشارع على الرغم من وضوحها في الدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية فان الدول الغربية التي عرفت بديموقراطياتها العريقة بدأت هي الأخرى تشهد هذا النمط من الحراك السياسي حيث اصبحت عملية الحشد والتعبئة في الشوارع والميادين الوسيلة المثلى لمعارضة اعضاء البرلمان ووزراء الحكومة وسياساتهم وبالتالي توافرت معارضة في الشوارع خارج المؤسسات التقليدية ومن قبل قوى غير تقليدية. والامثلة على ذلك كثيرة، منها: حركة وول ستريت التي سعت لاحتلال شارع وول ستريت للمطالبة بتغيير النظام الاقتصادي وحركة الطلاب في بريطانيا التي كانت ضد تعديل الرسوم الدراسية وهي مرتبطة بمراحل التغيير السريع او التغيير الثوري في المجتمعات.. وقد بدأت هذه الظاهرة في إيران بعد الثورة الاسلامية وكانت القوى المحركة الرئيسية لها هي الطبقات الفقيرة التي انتقلت للعيش في المناطق الحضرية.
ماذا عن مستقبل حركات الشارع؟ هل تتوقف عندما تستقر الحياة السياسية في اي بلد ام تستمر؟ وما هو توجهها وتأثيرها مستقبلاً؟.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1085.9978
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top