مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من الاثنين للاثنين

الإسلاميون في سدة الحكم

د.خالد أحمد الصالح
2012/01/15   11:04 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

على قادة الدول العربية الجدد ألا يستعجلوا هداية الناس لما يؤمنون به


أغلب من يقطنون الأرض لا يؤمنون بالله عز وجل، هذه حقيقة ذكرها ربنا سبحانه في سورة يوسف (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)، فاذا كان الداعية الأول، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، مع حرصه وجهت له هذه الرسالة فكيف بنا نحن؟
اذا كان أغلب الناس لا يرون حقيقة خالقهم فمن المنطقي ان كلهم الا قليل لا يرون الحق فيما بينهم، هذه القاعدة البسيطة محروم منها كثير ممن يتولون عمليات النصح والتوجيه في العالم أجمع.
معظم خلافاتنا التي تتحول الى صراعات وخناقات مرجعها الى نسياننا تلك الرسالة الربانية، ولكن ما هي تلك الرسالة؟
الرسالة تقول ان رؤية الحق نفحة ربانية لها أسباب عديدة نعرف بعضها ويغيب عنا بعضها، يعني ببساطة أنه مهما جلبت من ادلة وتعلمت من وسائل اقناع لن يكون ما جلبته وتعلمته سبباً رئيسياً في اقناع خصمك، لا شك ان موهبة الاقناع وأساليب التخاطب تساعد في توصيل الرسالة وتبعد التنفيرعن الاستماع للحق، لكن الأصل ان رؤية الحق والايمان به هي نفحة ربانية ليس لبشر الادعاء أنه يملكها.
{انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} آية عظيمة كآيات ربنا العظيم، تحسم المسألة وتؤكد الرسالة، من هنا كان على الدعاة للحق ان يحفظوا هذا المبدأ ويتشبعوا به.
اليوم يمر العالم العربي، قلب الأمة الأسلامية، بتغيرات كثيرة، ولأول مرة منذ القضاء على الخلافة الاسلامية يقترب الى الحكم أفراد يحملون ثقافة اسلامية عميقة في عدة دول عربية، وقد بدأت شياطين الانس والجن بحشد طاقات أعدائهم ضدهم كما ستنشط تلك الشياطين بتأليب بعضهم على بعض وهو الخطر الحقيقي.
ان بناء الدول ليس بالأمر السهل، فاذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم علم المسلمين التوحيد، وهو أصل الاسلام الأول، بثلاث عشرة سنة فانه أسس الدولة بعشرة أعوام، لذا فالحكم ليس بالأمر السهل وقيادة الناس، لاسيما في عصرنا هذا، أمر في غاية التعقيد وعلى من يتولاه معرفة القواعد الشرعية التي أسسها السلف الصالح وتأصيل الحوار بين قادة الأمة في كل المجالات من اجل وضع قواعد الخلاف قبل قواعد الاتفاق.
ان قواعد شرعنا العظيم ليس منها تكفير الناس وتعميم الشر، بل أساسها الرحمة بالناس ونشر العدل بينهم واعطائهم الحرية وعدم التفريق بينهم، هذه هي البداية، فالحجة لا تقوم على الناس الا اذا أقمت بينهم دولة العدل.
اليوم يواجه القادة المسلمون في بلادهم أغلبية صوتوا لهم لأنهم يبحثون عن تلك القيم، لم يصوتوا لهم ليجبر القادة الاسلاميون الناس على الهداية، لذلك على قادة الدول العربية الجدد ألا يستعجلوا هداية الناس لما يؤمنون به، فهي ليست بيدهم ولا بيد غيرهم، كل ما عليهم اقامة دولة العدل، تلك الدولة التي، برأيي، تستجلب نواميس الهداية من عند ربنا سبحانه.
لقد ولدّت عقود طويلة من الديكتاتوريات وهجمات ثقافة الاستغراب والسخرية من الدين، ولدّت قادة فكر يتحاملون على الدين دون ان تتاح لهم الفرصة لمعرفة اصوله وغاياته، واليوم حين يمتلك الاسلاميون السلطه عليهم التعاون مع هؤلاء دون شروط مسبقة، فباقترابهم من منهج الاسلام نعطيهم الفرصة لمعرفة كيف تكون الأمانة والشرف والعمل المخلص في المدرسة الاسلامية، وتبقى الهداية كما هي دوما بيد الله تعالى.
فرصة اقامة دولة العدل أعطيت اليوم لجماعات اسلامية ظلت تحارب سنين من أجل هذه الفرصة، فماذا هم فاعلون؟

د.خالد أحمد الصالح
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
661.0085
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top