منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملف الأسبوع

2012/01/07   06:57 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
ملف الأسبوع



«كرتها» تائهة في «ملعب» صُنّاع القرار.. إما الدعم والاستمرار أو الوقف منعاً لــ «الإهدار»

الأنشطة المدرسية.. اتفاق حول الجدوى واختلاف على التطبيق

بين «تحفظات» هنا و «لا مانع» هناك باتت بعض الأنشطة المدرسية مجرد قرارات على أوراق وبقيت أرض الواقع «صحراء»!

«مشروعية الأهداف لاتعني نجاح التنفيذ».. رأي لتربويين حول الأنشطة المدرسية مطالبين بدعم المناهج الدراسية قبل الالتفات إلى «الكماليات»

المهاجمون لزيادة «الأنشطة» عبر مضاعفة الساعات المخصصة لها: فلسفة مبهمة وتخبط إداري وخطوة غير محسوبة النتائج

المؤيدون رفعوا شعار «الطلبة تريد تحرير العقول» فاحترام الرغبات وصقل الميول أهم كثيراً من «حشو» الأدمغة بمناهج «مؤطرة»

طالب يقول : «مستانسين على النشاط وشيء جميل يكسر الروتين ويُظهر الابداع».. وآخر يرد: «النشاط مجرد ساعة ملل وزهق وطلعة روح بعدما نكون ميتين حَر بالهدة»... تقاطع في الآراء لأحد أضلاع مثلث العملية التعليمية يلقي بظلاله على التطبيق «الآمن»

«نريد عودة القطار إلى القضبان ووضع الحصان أمام العربة».. رأي مؤيد يدعم الأنشطة شريطة أن تكون «اختيارية» وذات برامج تربوية هادفة لا ترفيهية تافهة

الكوادر المؤهلة لقيادة النشاط المدرسي وإدارته وتنظيم برامجه وتصميمها والاشراف عليها ومتابعتها وتقويمها.. أكبر تحدٍ يواجه متخذي القرار فـ «سيارة بلا سائق» تعني أن السير على الأقدام أسرع

«عُشاق» الأنشطة يدفعون بدورها في «ترقيق المشاعر» و«تقوية الجسد» و «تنمية المهارات» و «تهذيب الوجدان» و «شحذ الأخلاق» و «دعم العلاقات الانسانية»

كتبت هدى منتصر:
… وفي الانشطة المدرسية اتفاق حول الجدوى واختلاف على التطبيق فالانشطة المدرسية تنمي مهارات الطالب وتربط بين النظري والعملي وتنمي مهارة الاتصال بين المعلم والمتعلم.. وتنمي مهارة التخطيط لدى الطلاب والعمل ضمن فريق متكامل متعاون.. والقيم والاتجاهات المرغوب فيها وتستثمر وقت الفراغ كما انها تنمي المهارات الأساسية للتعلم.
الانشطة المدرسية تربط ايضاً المواد المقررة بالحياة.. تجمع الجانب الادراكي بالجانبين الوجداني والمهاري. تساهم في رفع مستوي نضج الطلاب.. تساعد الطالب على اكتشاف مهاراته ومواهبه بنفسه توجه الطالب الى المصادر أو الوسائل التي تساعده على تذليل الصعاب بدل تقديم الحلول الجاهزة له.. وهي ايضا تفريغ نفسي للطالب واستثمار حقيقي لطاقاته التي لا حدود لها في مراحل عمره الاولى.
الانشطة المدرسية ايضاً جزء مهم من منهج المدرسة الحديثة، فهي تساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم واساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم.
كما ان الطلاب الذين يشاركون في فرق وجماعات كجماعة المكتبة وجماعة الصحافة وجماعة الرحلات وجماعة المسرح وغيرها لديهم القدرة على الانجاز الاكاديمي، وهم يتمتعون بنسبة ذكاء مرتفعة كما انهم ايجابيون بالنسبة لزملائهم ومعلميهم.
فالنشاط المدرسي إذن يسهم في رفع نسب الذكاء، وهو ليس مادة دراسية منفصلة عن المواد الدراسية الاخرى، بل انه يتخللها ويمثل جزءاً مهماً من المنهج المدرسي بمعناه الواسع «الانشطة غير الصفية ايضا» الذي يترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية الشاملة لتحقيق النمو المتكامل للتلاميذ، وكذلك لتحقيق التنشئة التي تدفع طلابنا الى التفكير السليم والتميز بشكل عام.

كلام جميل وخطوات خجولة

لو اعتبرنا كل ماسبق هو تعريف بالانشطة وبأهدافها وأفرعها والنتائج المحققة من وراء تطبيقها.. سنجده كلاماً جميلاً ومنطقياً ومعقولاً ولكن يبقى التطبيق والتنفيذ الفعلي على ارض الواقع هو الحكم في الامر خصوصاً مع أراء الخبراء في المجال التربوي والانشطة المدرسية الذين يرون ان خطوات التطبيق «خجولة» مقارنة بما تتمتع به مدارس الكويت من امكانات وماتوفره الوزارة ايضا من مساعدات مادية وفنية.. فتلك الانشطة التي تمارس هنا او هناك لم تستطع وفق آراء الخبراء ان تساهم فعلياً في استغلال الطاقات والمواهب الكامنة لدى التلاميذ ولم تستطع ايضا ان تكون المتنفس الحقيقي الذي يجد فيه الطلبة والطالبات مساحة وافرة من الحرية التي يعبرون من خلالها عن مكنوناتهم ويبرزون مهاراتهم.

اشكاليات لاتحصى!

قبل شهور ألغت وزارة التربية - بشكل عملي وليس رسمياً - حصة النشاط التي ادرجتها لفترة في نهاية اليوم الدراسي وحددت لها يوماً واحداً في الاسبوع هو الثلاثاء، وذلك بعد اشكاليات لاتحصى وصلت لحد الاعتصام اعتراضاً من المعلمين واولياء الامور والطلاب انفسهم وسبق ذلك توجه من وزارة التربية لإلغاء تلك الحصة الاضافية المخصصة للنشاط المدرسي بناء على توصيات لجنة شكلت خصيصاً لهذا الشأن.
وذكرت مصادر – أنذاك – ان هذا الموضوع عرض على مجلس الوكلاء في احد اجتماعاته مشيرة الى ان قرار إطالة دوام الثلاثاء طبق مع بداية شهر نوفمبر 2010 وتنتظر المدارس تحديد مصيره.. وقد قوبل هذا القرار وقتها بمعارضة شديدة من «اهل الميدان» واولياء الامور ما دعا وزيرة التربية السابق د. موضي الحمود التي تشكيل لجنة لدراسة هذا المشروع برئاسة وكيلة قطاع المناهج مريم الوتيد، واوصت اللجنة بتغيير طبيعة النظام المعمول به او بالغائه خاصة ان الوقت الاضافي يحتاج الى ميزانية لا تتوفر لمدارس المرحلة الابتدائية سيما بعد تطبيق مشروع التغذية الذي حد من مبيعات المقاصف المدرسية.
واشارت اللجنة ايضا الى قلة موجهي الانشطة لدى المناطق التعليمية، الامر الذي ينعكس سلباً في تحقيق الهدف المنشود من النشاط.. وعارض تقرير اللجنة الساعة الاضافية التي استبدلتها باستقطاع خمس دقائق من كل حصة دراسية في يوم النشاط الذي يحدده مدير المدرسة حتى لا تكون هناك اطالة للدوام المدرسي.

مؤيد هنا… ومعارض هناك!

قرار الغاء حصة النشاط الاضافية لقي آراء متعددة.. فهذا يراه «قراراً صائباً ورشيداً» وقال عنه آخر: «انا معلم تربية بدنية في سنة 2010 اعددنا برنامجاً ترفيهياً ورياضياً للطلبة وكانوا في قمة السعادة وكانوا يتلهفون لهذا اليوم المؤسف ان اكثر الذين ينتقدون النشاط لايريدون العمل ويريدون للاسف الكادر فقط».
وقال ثالث: «شالتخبط ياوزارة التربية علامكم ماتعرفون تسسوون شي صايرين الطلبة حقل تجارب.. مرة تحطون مرة تشيلون، بعدين شفيه النشاط المدرسي قبل الغزو شحلاتها الدراسة وشحلاته النشاط، ما كان فيه تطويل لليوم الدراسي ولا مناهج مخربطة ولا جنطة شتقلها .. شسالفة يا وزارة سفيكم».
ويضيف رابع: «الغوا حصص الموسيقى اولى وريحوا عيالنا ووفروا ملايين تهدر على معلمين واجهزة موسيقية بلا جدوى .. واقترح عمل نشاط موسيقي اختياري للتلاميذ بالمدرسة لمن يرغب بالانضمام».
وخامس يرى: «من واقع التجربة اقول مو مشكلة ان يكون هناك نشاط بس بدون زيادة بوقت الدوام حتى الساعة 2 .. تعب وهلاك .. ما تسوى حصة نشاط .. احسن يكون وقت مستقطع من الحصص مثل قبل وبسكم تخبط لعوزتونا».

سادس وسابع وثامن وتاسع

ورأي سادس لطالب بالمتوسط: «النشاط ما يمثلي الا ساعة ملل وطلعة روح وزهق، ويكون يومها ميتين حر بالهدة، وبعدين بدال ما يجابلون النشاط ليش ما يسهلون المناهج».
وسابع يقول: «اللي اشوفه ان الطلبة مستأنسين على النشاط وشي جميل انه يكسرون الروتين ويظهر ابداع الطفل».
ويقول ثامن: «افضل قرار الغاء حصص النشاط لان ما في وقت والطلبة يرجعون البيت تعبانين، ما يلحقون يرتاحون ويدرسون ويريحون شوي لكن بالنسبة لرياض الاطفال توجه سليم، لان اللي لاحظته ان نشاط رياض الاطفال كله اغاني ورقص وينصدمون اليهال في المرحلة الابتدائية من المناهج المكثفة».
واقتراح تاسع: يجب الغاء مادة التربية الفنية .. واقترح عمل ناد للرسم والفن بالمدرسة ليرعى الموهوبين ومحبي الرسم وينظم حصص خط وكتابة للتلاميذ وفق برنامج منظم، والانضمام له يكون اختياراً باشراف معلم تربية فنية واحد بالمدرسة، وجذي نكون وفرنا المال والوقت».

مبررات التفعيل

اما الخبراء المؤيدون لتفعيل النشاط الطلابي - كما ينبغي ان يكون – فقد ساقوا العديد من المبرررات لهذا التفعيل، واكدوا ان العملية التربوية لا تكتمل بدونه، ولو احسن تخطيطها وتنفيذها لتحولت طاقات مهدرة وسلبية الى فاعلة وايجابية.
ورأوا انه من اشد الاخطار التي تواجه الابناء اليوم خطر الفراغ الذي افرزته المدينة الحديثة، فانشغل الاب عن ابنه وتوفرت تحت يده وسيلة نقل فارهة وتسللت الى بيته قنوات اعلامية لا رقيب عليها او حسيب، وغيرها من المستجدات على مجتعنا اليوم.
ويأتي مبرر تفعيل الانشطة المدرسية هنا من حيث كونها وسيلة مثلى للقضاء على اوقات الفراغ عن طريق انشطة محببة للنفس، بل استثمار هذا الفراغ في تعلم مهن او اجادة حرف او اكتشاف موهبة فنية او قدرة رياضية او غير ذلك مما يمكن استثماره وتطويره لمصلحة الابناء .. وهذا يستدعي ان يسعى المخلصون الى دعم الانشطة الموجهة لاوقات الفراغ والا تقتصر المسؤولية عنها على وزارة التربية فقط، بل كل جهة مسؤولة عن الطلاب وتوجيههم.

أبرز التحديات

ورأوا ايضا ان ابرز تحد يواجه تفعيل الانشطة المدرسية اليوم هو مفهمومها .. فنحن في حاجة اكيدة الى ان نعيد القطار فوق القضبان .. والحصان امام العربة .. فالاصل في النشاط الطلابي انه برامج تربوية يختارها الطالب حسب رغبته وميوله كي تحقق فيه هدفا وجدانيا او مهاريا .. ولا يمنع ذلك من اعلان الفرحة بالنشاط والاحتفال به وخدمته اعلاميا ليعرف الناس حقيقته .. لكن التحدي هو تفنيد الاتهام بتجاوز الجوهر والاكتفاء بالمظهر .. وظهور اجتهادات فردية قد تعمم على سائر البرامج والنشاطات. ولهذا فاننا في حاجة الى مراجعة اسلوبنا في الممارسة ليزيد من الايجابية ويتوقف عن السلبية.
ويضيف الخبراء ان تلك الانشطة لها دور لا يمكن الاستغناء عنه .. فالتربية البدنية تهدف الى خلق انسان سليم البدن والنفس والعقل ويتمتع باهم الصفات الاجتماعية البناءة والخلق الرياضي الرفيع .. وان كان تحقيق اهداف التربية البدنية لا يتم الا بوجود برنامج مناسب ومنظم يعكس ما توصل اليه معلم التربية البدنية من الوعي بالعملية التربوية.
.. وهناك التربية الفنية وهي نشاط محبب الى الطلاب ويمارسونه في سائر الاعمار مستخدمين الخامات والادوات المختلفة في التعبير الفني والتشكيلي.
.. كذلك الانشطة الثقافية، تمارس في المكتبات المدرسية ومنها المحاضرات والندوات والمناظرات والمسابقات والصحافة بالاضافة الى الاذاعة والمسرح .. وكلها انشطة تساهم في بناء شخصية الطالب وتكوينه نفسيا وانسانيا واجتماعيا وعقليا ومهاريا.

… وبعد!

رغم كل ما سبق ذكره، يبدو ان الاتجاهات الحالية نحو توسيع دائرة الانشطة الطلابية سلبية الى حد كبير، ولابد ان تتحول الى ايجابية لدى كل من المسؤولين ومتخذي القرار في المؤسسات التربوية والتعليمية ولدى العاملين في المؤسسات التربوية انفسهم من مخططي المناهج والبرامج التربوية ومديري التعليم والمشرفين التربويين ومديري المدارس ووكلائها ومرشدي الطلاب ورواد النشاط والمعلمين ولدى الطلاب واولياء امورهم.
ويبقى هناك تحد اساسي يواجه تفعيل الانشطة الطلابية وهو عدم وجود الكوادر المؤهلة لقيادة النشاط وادارته وتنظيم برامجه وتصميمها والاشراف عليها ومتابعتها وتقديمها، وذلك على الرغم من افتراض ان جميع العاملين في السلك التربوي قد سبق اعدادهم تربويا قبل التخرج او بعده في دراسات تربوية تخصصية .. ولابد من اعداد هذه الكوادر اعدادا مبكرا اضافة الى التدريب المستمر عبر الدورات وايضا نشر الوعي الاعلامي التربوي بين المعلمين باهمية الانشطة الطلابية .. بالاضافة الى الافادة من الامكانات المتاحة حيث تعاني الادارات المدرسية من الكلفة العالية للانشطة الطلابية وخصوصا اذا اردنا تنفيذ وممارسة نشاطات علمية متقدمة وفتح المجال للطالب ليمارس النشاط الذي يريده وقد يترتب عليه توفير خدمات مرتفعة السعر، اضافة الى التكاليف المالية المعتادة لتكليف مشرفين على هذه الانشطة داخل المدرسة او خارجها.

.. أيضاً وبعد!

خلاصة الامر ان الاتفاق على الجدوى وسمو الاهداف يخلق رأيا موحدا تجاه التطبيق، اذ باتت «الكرة» تائهة في «ملعب» صناع القرار تتقاذفها الارجل هنا وهناك على وقع «الطالب يريد تحرير العقول» تارة .. و«فلسفة مبهمة وكماليات لا ضرورة لها» تارة اخرى .. وتحفظات في جانب .. و«لا مانع» في جانب ثان .. وموافقة مشروطة في جانب ثالث .. واتهامات بـ«الترفيه التافه» في جانب رابع .
ويبدو ان التطبيق «الآمن» لن يكون ممكنا رغم الاعتراف بدور الانشطة المدرسية في ترقيق المشاعر وتنمية المهارات وتهذيب الوجدان وتقوية الجسد وشحذ الاخلاق ودعم العلاقات الانسانية .. اذ ان مشروعية الاهداف لا تعني بالتبعية نجاح التنفيذ، فكثيرا ما نرى القرارات على الاوراق .. وحين النزول الى ارض الواقع نجدها «صحراء» اللهم الا من بعض عابري السبيل الذين يمرون عليها بين حين وآخر».



============



قال إن حشو العقول بالمعلومات فقط لا يجدي و..«كفى تلقيناً»

د. خضر بارون: الأنشطة المدرسية تخفف الشحنات الانفعالية وتقلل الاعتداءات المتبادلة بين الطلاب

بدونها يصبح التعليم علقماً والمدرسة مرتعاً للكآبة والطلاب بلا متنفس

معارضة أولياء الأمور لـ«ساعة الثلاثاء» نفسية بالدرجة الأولى ولا علاقة لها بالتوقيت


كتب عبدالمحسن الأيوبي:

رأى أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر بارون ان وظيفة المدرسة لا تقتصر فقط على تلقين المعلومات والاختبارات ومنح الشهادات بل في توفير المناخ الذي يتيح للطلبة اشباع رغباتهم النفسية والبدنية وهواياتهم الى أقصى حد ممكن لتخريج أفراد قادرين على البناء والنهوض في بلدهم.

شحنات انفعالية
وقال د.بارون ان الطلبة في مختلف المراحل الدراسية يتعلمون من الأنشطة المدرسية أموراً مفيدة كحرية التفكير واتخاذ القرار المناسب، وليس ذلك فحسب بل ان الأنشطة تثري العقول وتنمي في رجال ونساء المستقبل الهوايات المدفونة في أعماقهم وتخرجها بقوة من خلال ممارستهم لها، مضيفا ان غالبية الطلبة الذكور يمارسون لعبة كرة القدم أو السلة في الخارج ولكن في المدرسة بامكانهم ممارسة أنواع عديدة من الرياضات.
وتابع قائلا «ان الأنشطة تريح الطلبة من عناء الدراسة، فالعقل البشري يتنفس ويصبح أكثر فاعلية بممارسة هواية مفيدة بدلا من استقباله الكم الهائل من المعلومات بشكل يومي، مبينا ان الأنشطة المدرسية تساهم بشكل مباشر في تخفيف الشحنات الانفعالية، فبدلا من الاعتداء على الآخرين تكون الانشطة بمثابة التفريغ للأحقاد وبالتالي يقل اعتداء الطالب على زميله الطالب.

صقل المواهب
وأكد د.بارون ان الأنشطة المدرسية تقوي أواصر العلاقات بين الطلبة وتزرع في نفوسهم حب بعضهم لبعض، فعند ممارستهم لتلك الأنشطة تُصقل مواهبهم وهواياتهم أثناء الاحتكاك العملي مع زملائهم مما يكسبهم خبرات جديدة وتجارب علمية تساعدهم في حياتهم المستقبلية، لافتا الى أنها تجعل الطالب أكثر حباً لمدرسته ومعلميه وأكثر اصرارا على مواجهة المواقف بروح عالية وعزيمة قوية تفيده في المستقبل.
وبيّن ان الأنشطة المدرسية في السابق كانت بسيطة جدا وتحتوي فقط على الرسم والرياضة، ولكنها تغيرت وتعددت وتنوعت اليوم بسبب تطور الحياة، وأصبح أمام الطالب خيارات متنوعة يأخذ منها ما يتماشى مع طموحه بمساندة فعلية من ذويه، مشيرا الى ان الطالب في الماضي كان لا يعرف قيمة النشاط وأهدافه بل يمارسه من أجل التنفيس ولعشقه لهواية معينة بسبب عدم تعلم ذويه.
ورأى د.بارون ان معارضة الأهالي للنشاط يوم الثلاثاء جاءت بسبب عدم ملاءمة التوقيت وخاصة من يواجهون تعارضا بين خروج أبنائهم من المدارس وبين وقت خروجهم من مقار أعمالهم، مؤكدا ان غالبية المواطنين اعتادوا على روتين معين فهناك من يحبذ تناول الطعام في موعده بدون تغيير ومنهم من يريد القيلولة، أي ان المعارضة بشكل عام كانت نفسية بالدرجة الأولى.

آلة تلقين!
وزاد «لابد ان يكون هناك برنامج مدعم من قبل وزارة التربية والمدارس والاهالي، واهمها توفير أصحاب الاختصاص لدعم كل نشاط، موضحا ان المناهج الدراسية وحدها ليست كافية ولا يمكن ان تحتوي على كل الخبرات والتجارب والمواقف التي يحتاج اليها الطلبة عندما يخرجون الى الحياة العملية ولذلك فإن حشو عقول الطلاب بالمعلومات فقط لا يجدي بل يجعل الطالب عبارة عن آلة تلقين.
وختم د. خضر بارون بان الأنشطة المدرسية تساهم في تكوين شخصية الطلبة وابراز مواهبهم وتساعد في اكتسابهم الجرأة وحسن الكلام وبدون الأنشطة يصبح التعليم علقماً والمدرسة مرتعا للكآبة.



==============




عضو «المعلمين» قالت إن القرار الخاص بـ«ساعة الثلاثاء» لم يكن مدروساً منذ البداية .. وحتى الآن لم يلغ بشكل رسمي

خولة العتيقي: التقليديون يحيطون بالعملية التعليمية من كل صوب .. فكيف ننهض بالأنشطة المدرسية؟!

الطالب يذهب الى المدرسة «مغصوب» لأنها بيئة طاردة ولا تناسب أنشطتها جيل الكمبيوتر والإنترنت

«لا أحد يريد ان يتعب» ولهذا أصبحت الأنشطة المدرسية «شكلية» ولم تعد مؤثرة كما كانت في الماضي

لماذا لا يتم احتساب درجات على النشاط المدرسي اسوة بدول أخرى متقدمة؟!

«انتو ليش مداومين اليوم»؟! … سؤال يردده بعض المدرسين لطلابهم في الأيام التي تسبق العطلات الرسمية!!


كتبت شيرين صبري:

حول اختزال «الانشطة المدرسية»- تحديداً في مدارس القطاع العام – لصالح الحصص المدرسية الاخرى التي تعنى بالمواد العلمية وعدم وجود الاهتمام الكافي من قبل المعنيين بهذا القطاع سواء في وزارة التربية او حتى داخل المدارس أكدت عضو جمعية المعلمين الناشطة الاجتماعية خولة العتيقي أن اهمال الأنشطة المدرسية يعتبر خطأ كبير، ذلك انها شيء من حق الطالب، مشيرة إلى وجود ما أسمته بـ«التخطيط الخطأ» من قبل وزارة التربية لهذا القطاع «الانشطة المدرسية» قائلة: قديماً – على سبيل المثال – كانت هناك حصتان اسبوعيتان للنشاط المدرسي كنا خلالهما نستقطب الطلبة الموهوبين بينما باقي الطلبة نعقد لهم ما يسمى «بالبرلمان الطلابي» بحيث يتم في هاتين الحصتين تحقيق اقصى استفادة من نشاط الطلبة فيما هو مثمر ونافع وله تأثير ايجابي مستقبلي على تكوين طريقة تفكيرهم وتعاطيهم من مختلف الامور.

سوء تنظيم
واكملت: الآن بات الوضع مجرد «شكلي» أكثر منه مؤثرا كما في السابق، وبصراحة اقول «لا احد يريد ان يتعب»... هي حالة «فوضى» وسوء تنظيم نشعر بها كلما تطرقنا بالحديث عن «النشاط المدرسي» الذي يفترض أن نوليه المزيد من الاهتمام خاصة اذا وضعنا في اعتبارنا ان الطالب من الاساس يأتي «مغصوب» للمدرسة التي تشكل بالنسبة له «بيئة طاردة» لا تشويق فيها خصوصاً ما يتعلق بكثرة المواد المدرسية وكثرة ما بها من «حشو معلومات» مما يجعل من النشاط المدرسي – على تنوعه - بمثابة «المتنفس» الوحيد امامه والذي لابد ان ياخذ حقه.
وتابعت: الكثير من الطلبة باتوا يوعزون لاهاليهم وذويهم ان ياتوا لاصطحابهم من المدرسة في الفترات المخصصة للنشاط المدرسي حتى لا يمارسوا هذا النشاط الذي يرونه غير جاذب ولا جديد فيه يغريهم على ممارسته وهم «جيل» الكمبيوتر والانترنت الذي يجعل من اي نشاط مدرسي تافهاً مقارنة به وهو ما لا يلاحظه – على ما يبدو – القائمون على التربية والتعليم الذين يفقدون إلى الآن قوة الجذب للطالب من خلال هذه الانشطة التي «عافها» فعلياً وعزف عنها الكثير من الطلبة.

تراخ ملحوظ!

وفي مقارنة بين الانشطة المدرسية في السابق والتي كان يمارسها الطلبة من الجنسين على اختلاف المراحل الدراسية وبين الواقع الحالي لهذا القطاع الذي بات مهمشاً الى حد كبير واسباب ذلك في تصورها قالت: النشاط المدرسي في السابق كان يمارس في المدارس لهدف سام وهو تنمية المهارات والمواهب المختلفة للطلبة على تنوعها والتي كان من بينها «الصحافة» و«فن الخطابة» وعمل المجلات المدرسية وغيرها من الامور الاخرى والتي كان من ضمنها ايضاً استقطاب الطلبة المميزين في «علوم علمية» معينة كالكيمياء والاحياء والفيزياء مثلاً لعمل التجارب العلمية بايديهم خلال فترة هذه الانشطة بهدف المزيد من تنمية مواهبهم في هذا الجانب.
واضافت: الفرق بين الزمن السابق والحالي هو عدم وجود الكثير من الطلبة وايضا نقص المدرسين في المدراس وهو ما ارجع سببه الى «سوء الادارة» والتراخي الذي يصل بالبعض من المدرسين ممن اصفهم بأن لا ضمير لهم ان يقولوا للطلبة انتو ليش مداومين اليوم؟!، بل يمتد مثل هذا السلوك من هؤلاء المدرسين الى ان يسالوا الطلبة نفس السؤال في اذا «داوموا» في الأيام التي تسبق اي عطلات سواء رسمية او حتى عطلات «نهاية الاسبوع»!. وللعلم كنت قد كتبت مقالة سابقا طالبت فيها بجعل «غياب الطالب» بمثابة «متطلب تخرج» واعني من ذلك ان الطالب الذي يثبت بحقه كثرة التغيب من المدرسة لا «يتخرج» بل يعامل معاملة «الراسب» في مادة من المواد المدرسية بحيث يكون هذا النوع من العقاب بمثابة «الردع» لبعض الطلبة غير الجادين في التحصيل العلمي والدراسي.
واكملت: في ذات الوقت اود تشديد العقوبة على الادارة المدرسية التي فقدت القدرة والسيطرة على «ضبط» المدرسين او البعض منهم والذين «يوعزون» بطريقة مباشرة وغير مباشرة للطلبة بان «يغيبوا» عن المدرسة، حتى ان احد ابناء اقاربي – طالب في الصف الرابع – قال لي في احدى المرات «المدرس الفلاني طيب جداً» وعندما سألته عن سبب طيبة المدرس قال: «لأنه – أي المدرس – يقول لنا خذوا تليفوني دقوا على اهاليكم ليأتوا لاصطحابكم خلال فترات حصص الانشطة»!.
وهذا يدفعنا إلى فرض المزيد من الرقابة على المدرسين من قبل الادارة المدرسية وهو ما احسبه غائباً للأسف.

مسؤولية مشتركة
وحول زعم بعض الادارات المدرسية بعدم وجود ميزانية كافية لاقامة الانشطة المدرسية اضافة الى ما يساق من «حجج» خاصة بالمساحات وما الى ذلك قالت: لدينا في مدارس الكويت يهتمون فقط بالنشاط «الذهني» وليس البدني.
واضافت: في هذا الصدد اقول ان مدارسنا الحكومية مزودة بغرف للأنشطة كالموسيقى مثلا وغيرها، غير ان المشكلة في «الادارات المدرسية التابعة للقطاع الحكومي» انهم لا يقدمون على فعل اي عمل متميز من تلقاء انفسهم بل لابد وان تكون هناك موافقة رسمية من قبل وزراة التربية ما يجعلني اؤكد ان قطاع الانشطة المدرسية بات بمثابة جزء «معاق» من العملية التربوية وهي اعاقة القي بها على عاتق «وزارة التربية» وايضاً على المدارس التي لا تحاول ان تطور من نفسها، هي مسؤولية مشتركة بينهم فالمدارس كان يفترض ان توفر الجو والبيئة الملائمة للنشاط المدرسي وان تكون جادة في ذلك.
واكملت: لماذا لا يتم احتساب درجات على النشاط المدرسي اسوة بما هو متبع ومعمول به في العديد من دول العالم؟.

يوم الثلاثاء

وفي تعقيب لها على قضية اضافة ساعة للدوام المدرسي في يوم الثلاثاء من كل اسبوع تخصص للنشاط المدرسي وما قابل هذا القرار من اعتراضات ورفض من قبل العديدين سواء اولياء امور او حتى جهات تعليمية قالت: هم اعتبروا الساعة الاضافية في يوم الثلاثاء شيئا جزئيا وليس كليا.
وتابعت: زادوا يوم الثلاثاء ساعة دون ان يدرسوا «الجو العام» المحيط والخاص بالطلبة واولياء الامور وظروفهم وما يمكن ان يؤثر فيه تأخير ساعة في يوم من ايام الاسبوع، كذلك لم يدرسوا الفائدة التي يمكن ان تعم من هذه الساعة الاضافية ولا حتى نوعية الانشطة التي يمكن ان تمارس فيها ما ادى الى احتجاج الكثيرين عليها.
وتابعت: عندما تم الغاء هذا القرار لم يصدر قرار رسمي واضح بالالغاء من قبل وزارة التربية التي على ما يبدو اكتفت بتداول وتناقل الخبر الذي عرفته المدارس بهذه الطريقة من بعضها البعض ما يؤكد انه لم يكن بمثابة القرار المدروس منذ البداية.
واختتمت خولة العتيقي: للاسف اننا في قطاع التربية والتعليم نعاني من افتقاد الابداع والابتكار ولا يوجد لدينا مفكرون للنهوض بالعملية التربوية التعليمية التثقيفية لدينا اذ وكل ما نملكه هو أشخاص «تقليديون» في كل شيء.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
85.0209
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top