مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

نافذتي

وليد السبع.. حامل المسك!

د.خالد القحص
2012/01/04   12:17 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أثر في الكثير من الشباب في الجانب الأخلاقي والدعوي


انتقل الى رحمة الله تعالى الأخ الحبيب وليد السبع، أحد شباب جمعية الاصلاح الاجتماعي اثر حادث اليم قبل يومين، تعرض له على الدائري السابع بعد ان كان قد ألقى محاضرة في أحد المخيمات الربيعية التربوية، حيث يروي الاطفائي الذي تعامل معه بأنه كان يردد الشهادة وآية الكرسي، ثم دخل في غيبوبة، لمدة يومين، انتقل، بعدها، الى الرفيق الأعلى.
ولقد نعته الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، حيث تدرج أخونا أبو أسامة في العمل الوظيفي داخل الهيئة الخيرية، فعمل في لجنة مسلمي آسيا كمشرف على فروعها الايرادية، ثم انتقل للعمل في ادارة تنمية الموارد بالفرع الرئيسي للهيئة الخيرية، بمنطقة السرة.
وكان يدير لجنة تاج الوالدين لحفظ القرآن، التابعة لجمعية الاصلاح حيث أشرف بفضل الله على تخريج أكثر من خمسين حافظا للقرآن، كما كانت له اهتمامات كبيرة وشغوفة بمقدساتنا في فلسطين، وجمع التبرعات لهم، ودخل غزة، وخطب في مساجدها.
أحبه اخوانه في جمعية الاصلاح كما أحبهم، وجمعتهم طاعة الله والأنشطة الدعوية المختلفة، لذا حرص كثير من شباب الجمعية وغيرهم ان يشهدوا جنازته التي حضرها جمع غفير، نسأل الله ان يتقبل دعاءهم. ولقد تحدثت مع بعض اخوتي من شباب الجمعية في منطقة الأندلس عنه، فيخبروني بأنهم لم يروه قط الا مبتسماً، هيناً، ليناً، يخفض جناحه لاخوته وللناس، وكان قمةً في الأخلاق والتعامل الراقي، ولا نزكي على الله أحداً، لكننا نشهد بما علمنا وشاهدنا وسمعنا، ونسأل الله ان يغفر له ويتجاوز، ويكفر عن سيئاته، وكأني بالشاعر يعنيه حين يقول:
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

انك حين ترى هذا الجمع العجيب الذي حضر للجنازة من مختلف مناطق الكويت، تحمد الله سبحانه على ان هيأ لك رفقة صالحة تحفظك، بفضل الله، وتعينك على طول الطريق، ومشقة السفر، وقلة المعين. لعمري، كم تبدو الدنيا مهانة ومحتقرة، ولا تساوي عند الله جناح بعوضة، ومع ذلك نتنافس عليها ونتصارع حولها، كأننا مخلدون في الأرض.
توفي الأخ الحبيب وليد السبع وعمره 37 عاما، كان فيها شعلة من النشاط الدعوي والخيري، وهو من فئة غير محددي الجنسية (البدون)، وترك أسرة صغيرة مكونة من ثلاثة أبناء، وزوجته حامل الآن في الشهر الرابع. ويقوم حالياً الأخوان الكريمان «اليوسفين» الصميعي والحسيني، بجهود مباركة لإنشاء صندوق لرعاية أسرة أخينا وليد، فعلى من أراد المساهمة، الاتصال بهما.
لم تمنعه ظروفه القانونية والمعيشية والاجتماعية من ان يعمل لدعوته ولدينه، بل انه حين يكون خارج الكويت، فانه يمثل الكويت أفضل تمثيل، كحامل للقرآن وكداعية، وانني أتمنى على من بيده الأمر (بعد الله سبحانه) بأن يقوم بتجنيس اسرته، فمن كان في مثل أبي اسامة، فانه يستحق كل تقدير، فقد أثر في الكثير من الشباب في الجانب الأخلاقي والدعوي، الأمر الذي جعله الله سبحانه سبباً في هدايتهم في حفظ أخلاقهم ودينهم، وهذه أعتبرها أنا شخصياً خدمة جليلة للوطن، حين تساهم بحفظ شبابه وتجعلهم صالحين مصلحين في مجتمعهم ولوطنهم.
ودعناك أخي الحبيب وليد، ونسأل الله ان يجمعنا في مستقر رحمته.. أخي وليد.. أنت حامل المسك، عفواً، أنت المسك نفسه.

د. خالد القحص
kalqahas@alwatan.com.kw
@drkhaledalqahs
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1612.9978
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top