مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

العلَم رمز الأُمم

عزيزة المفرج
2012/02/25   11:04 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

مع كل تلك المواقف لا نملك كلمة نقولها غير كلمة يا «حيف»


كل سنة والكويت حرة. إنها الراية وما ترمز اليه من معان. تلك الراية رفعها زيد بن حارثة قائد جيش المسلمين الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم لقتال الروم في غزوة مؤتة في العام الثامن للهجرة، وظلّ يقاتل وهو يرفعها حتى استشهد، فسقطت منه ليلتقطها جعفر بن أبي طالب وظل يقاتل وهو يحملها حتى قطعت يمينه، فحملها بشماله التي قطعت هي الأخرى، فقام باحتضانها بعضديه ثم سقط شهيدا وهو لايزال ابن ثلاث وثلاثين. بموت جعفر سقطت الراية فرفعها عبدالله بن رواحة الذي انتهي شهيدا كصاحبيه، وكان ثالث من أوصى بهم النبي صلى الله عليه وسلم لقيادة جيش المسلمين. هذه الراية التي تعتبر رمزا يعبّر عن الولاء والوفاء والحب والاحترام يراها النائب محمد هايف المطيري مجرد خرقة، أو قطعة قماش لا يجوز اعطاؤها أكبر من حجمها، وقد عبّر عن موقفه هذا أمام الجميع، بكلّ جلاء ووضوح، حين رفض، في أحد الاحتفالات، الوقوف احتراما لعلم الكويت وللسلام الأميري، وكان منظرا مثيرا للاستفزاز وهو يتشاغل بتلفونه عن واجب وطني بسيط مثل ذاك. تدور الأيام، ونجد النائب المحترم، ولفيفا من جماعته، يقومون بالتوشح بتلك الخرقة، عفوا العلم السوري، ووضعه على أكتافهم في المهرجانات الخطابية التي أقاموها تضامنا مع شعب سورية في الأحداث التي يتعرضون لها من قبل نظام الحكم في بلدهم، وبعد ان كان العلم مجرد قطعة قماش، أصبح شرفا وكرامة تلف بها الأعناق، وتتزين بها الأكتاف، وآه يا زمن العجائب. النائب وغيره من نواب الأمة، تزّينوا بعلم سورية، ووقفوا يخطبون بالجمهور، ويهتفون معه بكل حماس تفاعلا مع الأزمة في تلك البلد، على الرغم من أنه لا أحد من العرب قام بلفّ العلم الكويتي على رقبته، أو ألقاه على كتفيه أيام الأزمة، دع عنك تنظّيم المهرجانات الخطابية التي تندد بالاحتلال العراقي للكويت، مع أن الوضع كان أكثر خطورة، فليس سهلا مسح بلد مستقل من خريطة العالم، وجعله نسيا منسيّا. الأكثر مرارة من ذلك ان نفس هؤلاء النواب شاركوا الفلسطينيين احتفالاتهم في عدة مناسبات، ووضعوا علمهم على الرؤوس والأكتاف، وعلّقوه على الصدور، على الرغم من معرفتهم بتواطئهم نظاما وشعبا مع العدوان في ذاك الزمان، ووقوفهم الى جوار المقبور صدام حسين يساندونه ويعاضدونه ويشدّون من أزره أيام احتلاله للكويت طمعا في جزء من الكعكة اللذيذة. عموما، الله يساعد الكويت على بعض عيالها، ولا نملك مع كل تلك المواقف كلمة نقولها لهم غير كلمة يا «حيف».

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
647.9971
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top